بين الله تعالى في القرآن الكريم الذي قال عنه منزله جل وعلا{ما فرطنا في الكتاب من شئ}
الحكمة التي خلق الله الإنسان من أجلها هي العبادة قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}(5)،
فقد أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه خلق الجن والإنس للعبادة
والمخلوقات
كلها خلقت للعبادة ولكن لما كان منهم من خلق للعبادة من دون ابتلاء بمضاد
كالملائكة، فهذا القسم صارت العبادة سجية لهم لا يريدون غيرها، قال تعالى
عنهم: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول
وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن إلا لمن
ارتضى وهم من خشيته مشفقون}(8) ومنهم من خلق للعبادة مع ابتلاء بمضاد
كالجن والإنس الذين جبلوا على خلائق وسجايا تنأى بهم غالباً عن الطاعة
وتوقعهم في المعاصي ابتلاء من الله لهم وذلك كالابتلاء بالشهوات، شهوة
المطعم وشهوة المشرب، وشهوة المنكح، وشهوة القهر، والتغلب، والاستعلاء، إلى
غير ذلك.