قال تعالى (كنتم خير امة أخرجت للناس)
انه الله ... انه العالم القادر ، يصف امتي هذا الوصف الكريم، ووجهه الحق
وجهه العدل.... يرسم ان العرب خير الأمم، فيضع فيهم رسالته
ويختصهم بحمله قرآنا عربيا يجريه على لسانهم ...
دعوة حق هداية ونور.
سماء الشرق يغلفها ظلام قاتل في القرنين السادس والسابع الميلاد
وشعوب العالم ذلك ترزخ تحت زعامات متعددة الألوان ، فمنها الزعامات القومية القبلية ومنها الزعامات الأدبية الشعريه والخطابية والكتابية
ومنها الزعامات الحربية القائمة على الغزو والنهب والسلب
ومنها زعامات الشباب العابث اللاهي ومنها الزعامات الدينية وفي قمتها ذلك الحجر الصلد الذي صنعه الأنسان العنيد وعهده
قانعا بضره ولا نفعه.
وفي الغرب كانت إشعاعات تختلف هنا وهناك ، وفي دنيا القوم مظاهر حضارة ومدنية ، ولكن الله مع ذلك يعلم ان امة العرب ( خير امة أخرجت للناس) فمن ربوع العرب ينطلق لماح يطفي سناه على كل سناء
وفي مهدهم تنبعث رسالة السماء إلى الأرض .. ان أفق يا شرق فقد آن لك
ان تأخذ المقود إلى شاطيء السلام.
ويبعث الله في الناس محمد بن عبد الله ( يا أيها النبي انا أرسالناك
شاهدا ومبشرا ونذيرا ) فبأي شهادة وتبشير وانذار ترى قد بعث هذا النبي؟
بكتاب قال فيه خالقه ( لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله ) كتاب يخاطب العقل بما يبهر العقل فيستهويه
وينفذ إلى الفؤاد بسلس المداخل فيستحوذ عليه
ويعلو على القوم بفصيح لسان ، وسحر بيان عز عليهم ان يأتوه
فيخرون دهشة وعجبا وأحكام وأنظمة مشرعة بدقة وحكمة
ترسي قواعد العدل والأمن وتنظم بين الناس حقوقا وواجبات
ينبغي ان تقوم عليها الحياة ذلك هو كتاب الله الذي تتصدع لعظمته الجبال
فمن كان رسول الله به للناس ؟؟
وأي عظيم هذا الذي حمل رسالة الله إلى الأرض ؟
انه الفتى العربي محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم
الذي ناجى ربه وهو النبي القوي بخالقه وإيمانه
( اللهم إليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس
يا أرحم الراحمين انت رب المستضعفين وانت ربي إلى من تكلني ؟ إلى
بعيد يتهجمني او إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب فلا ابلي
ولكن عافيتك اوسع لي ، اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات
وصلح عليه امر الدنيا والأخرة من ان تنزل علي غضبك او تحل علي
سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك)

وللحديث بقية