مصر وخطوات التغيير ! ( مشارك )

تاريخ التسجيل : 02/08/2013

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

//

خلال شهر مضى سارت الأحداث بوتيرة سريعة في أرض الكنانة من مظاهرات
واضطرابات ودعوات تبعها مهلة الـ 48 ساعة من الجيش المصري للرئيس الدكتور
محمد مرسي ثم عزل الرئيس مرسي وما تبعها ايضاً من أحداث اخرى ..

قد يظن البعض أن هذا الإنقلاب نتيجة عمل اسبوع واحد او شهر واحد
لكن الحقيقة مغايرة تماماً لذلك فـ هذا الإنقلاب طبخ له من زمن طويل
طبخ تحت نار هادئة على يديّ أمهر خبثاء السياسة ..

أحمق من يظل أن ثورة 25 يناير قضت على النظام السابق وأزاحت اتباعه
المتغلغلين في جميع إدارات الدولة والذي بيدهم تسيير البلاد على هواهم
وبناءً على مصالحهم الشخصية وهو أمر طبيعي لنظام متحكم بالبلاد لـ 30 سنة ..

فـ طوال ثلاثين عاماً حكم مبارك وأتباعه البلاد بيد من حديد واحكموا قبضتهم على
كل شيء , السلطة , الأموال والتجارة, و صناعة الإعلام وغيرها ..
فـ حتى عندما سقط مبارك لم يسقط نظامه فعليًا و المستفيدون من نظام
مبارك سواء كانوا رجال الأعمال أم الأعلام وحتى الدول الاخرى المستفيدة
من سياسة نظام مبارك جميعهم عملوا منذ مدة طويلة على تشييد
نظام جديد وبهدوء مشابه لنظام مبارك أو بمعنى أصح نظام هو الأخ التوأم
لنظام مبارك يعود للسلطة بعد اسقاط حكم الأخوان ..

ولكونهم يمتلكون أقوى سلاحين ( المال- الأعلام ) كان الأمر سهلاً هيناً عليهم
و في فترة بسيط استطاعوا التضييق على المواطن المصري البسيط وتسببوا
في احتقان هائل للشارع المصري ..
افتعلوا المشكلة تلو الاخرى وجميعنا نذكر أزمة البنزين المفتعلة حيث أن
محطات البنزين تمولها أصلاً شركات يمتلكها المستفيدون من النظام السابق
فكانوا يتلاعبون في تمويل البنزين والديزل للمحطات حتى أصبحت المحطات
خاوية بسببهم والتفت الأخوان لهذه المشكلة حيث ابتكروا كروت شحن
البنزين الذكية لمراقبة نقاط التوزيع بدقة لكن طبعاً اتى ذلك متأخراً جداً
ثم كانت أزمات اخرى مفتعلة مثل أزمة رغيف الخبز وأزمة الكهرباء وغيرها
من الأزمات التي ولكل واحدة منها كان لأصحاب خطة إسقاط الأخوان تورط
فيها مهما علت أو انحسرت هذه النسبة ..

ومن جهة كان الأعلام بتأثيره القوي يفتح النار على مرسي والإخوان
المسلمين متسلحاً طبعاً بالأزمات التي افتعلها حلفاؤهم من الجهة الاخرى
فنجحوا و بـ امتياز في شحن غضب الشارع المصري وتسيير هذا الغضب
لمصالحهم ورأينا بعد ذلك أحداث متتابعة لهذا الاحتقان وشهدنا ولادة حركة
تمرد ودعواتها للتجمع والتظاهر وإسقاط النظام ..

و نجحت فعلاً الإيدي الخفية في خطتها واسقطوا النظام في 30 يونيو الماضي
واسقطوا مرسي وحكم الإخوان ويا سبحان الله بسقوط مرسي حُلت جميع
المشكلات بعدها بيوم واحد , فـ كأنه لم تكن هنالك أزمة بنزين ولا أزمة خبز
ولا أزمة كهرباء و الأوضح من هذا كله عادت البورصة المصرية للتداول بإرقام
عالية في أيام معدودات http://www.elwatannews.com/news/details/219074

وهنا يصح ذكر ما قال الغزالي رحمه الله "ليس من الضروري أن تكون عميلاً لكي تخدم عدوك, يكفي أن تكون غبياً "

وبدأ الجيش بقمع كافة الأصوات المناهضة له ورأينا ما فعل ساعة أسقط
مرسي عندنا أوقف كافة القنوات الداعمة للإخوان وقمع كل صوت ينادي
بشرعية حكم مرسي , اتبعه ذلك تعيين عدلي منصور المستشار من عهد
النظام السابق وبدأت الأموال تتدفق على مصر من جهات خارجية للنهوض
بسرعة واسكات المواطن العادي البسيط ..

اضحكني فعلاً رئيس حركة تمرد حينما قال بأنه لم يتم اشراكهم في صياغة
الحكومة الجديدة..
الا تعلم يأن حركتكم كانت مجرد اداة مؤقتة بيد أشخاص أكبر منك وانتهى
دوركم الان ..

كل هذا لا يلغي حقيقة بأن حزب الأخوان كان متخبطاً في ادارته لمصر
ومصر أكبر بكثير من حزب الإخوان ..

قد يأتي البعض ويقول أن من أسقط الإخوان لا يريدون الحكم الإسلامي
لكن ماهو الحكم الإسلامي ؟
وهل الإخوان يمثلون الإسلام ؟
الحقيقة أن لا تكتل او حزب مصري يمثل الإسلام وموافقهم تبين ذلك
فـ الإخوان ولا السلفين ولا الأزاهرة
اما شيخ الأزهر ألم يكن عضواً في الحزب الحاكم ؟
وهو الذي قال بأن التظاهر ايام مبارك حرام و في 30 يونيو كان يشجع على
إسقاط مرسي !
والسلفين ومواقفهم المتناقضة فـ كانوا متحالفين مع الأخوان ثم انقبلوا
عليهم وكانوا من المؤدين لإسقاط مرسي وبعد إسقاطه رأوا أن الأخوان قد
يكون لهم كلمة ما عادوا للحياد أي أنهم لا يبحثون ألا عن مصالحهم !

والإخوان ألم يكونوا مؤيدين للجيش وأعماله , وجميعنا نذكر أحداث شارع محمد
محمود وموقف الأخوان منها والسكوت عنها اما الان عندما اصبح الجيش
ضدهم اصبح الجيش بنظرهم مجرماً انقلب على الشرعية وهذا دليل على
مدى قذارة السياسة ( دليل اخر على ذلك , البرادعي اتهم الحكومة في احداث
محمد محمود بقمع الشعب وقتل المتظاهرين اما في الاحداث الاخيرة فيقول
بأن المجلس العسكري هو المؤسسة الوحيدة المتبقية لحماية مصر )
وسبحان مغير الأحوال الكلام هنا وهناك ..

الأحداث التي جرت خلال ثلاثة اسابيع مضت في مصر مؤسفة جداً والجميع
يتحمل مسؤولية ما جرى فلا أحد برئ ما ذلك أبداً ..
الصحف البرامج التليفزيونية و المواقع الالكترونية وغيرها من الوسائل
الإعلام تؤجج وللأسف نار الفتنة وتخون الشرف المهني ولكن اعتدنا
في منذ زمن على استخدام الإعلام كـ سلاح فتاك في النزاعات
ولهذه الصورة من لصحف اليوم أن تبين مدى نتانة الإعلام !

مصر وخطوات التغيير ! ( مشارك ) بالصور_مصر_وخطوات_التغيير_g.jpg

//